فصل: أحاديث الخصوم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


-  أحاديث الخصوم

- ‏:‏ منها حديث أنس، قال‏:‏ أمر بلال أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة، رواه البخاري‏.‏ ومسلم، قال الشيخ في ‏"‏الإمام‏"‏ ‏[‏في ‏"‏باب الأذان مثنى مثنى، ص 85، ومسلم في ‏"‏بدء الأذان‏"‏ ص 164‏.‏‏]‏‏:‏ والصحيح من مذهب الفقهاء، والأصوليين أن قول الراوي‏:‏ أمر، أو أمرنا ملحق بالمسند ‏[‏قال ابن حزم في ‏"‏المحلى‏"‏ ص 152 ج 3‏:‏ قال علي‏:‏ قد ذكرنا ما لا يختلف فيه اثنان من أهل النقل أن بلالًا رضي اللّه عنه لم يؤذن قط لأحد بعد موت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا مرة واحدة بالشام، ولم يتم أذانه فيها، فصَار هذا الخبر مسندًا صحيح الإسناد، صح أن الآمر له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا أحد غيره‏]‏‏.‏ لكنه ورد بصيغة الرفع، كما روى قتيبة عن عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أمر بلالًا أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة، إلا أن ابن أبي حاتم ‏[‏في ‏"‏العلل‏"‏ ص 94‏.‏‏]‏، ذكر عن أبي زرعة أنه قال‏:‏ هذا حديث منكر، انتهى‏.‏ لم يذكر من خرجه‏.‏

- حديث آخر أخرجه أبو داود‏.‏ والنسائي ‏[‏في ‏"‏باب الإقامة‏"‏ ص 83، والنسائي في ‏"‏باب كيف الإقامة‏"‏ ص 108‏.‏‏]‏‏.‏ وابن حبان عن ابن عمر، قال‏:‏ إنما كان الأذان على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرتين مرتين، والإقامة مرة مرة، غير أنه يقول‏:‏ قد قامت الصلاة، وقد تقدم في أحاديث الترجيع‏.‏

- حديث آخر أخرجه الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏ عن عبد الملك بن أبي محذورة أنه سمع أباه يقول‏:‏ إن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أمره أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة، انتهى‏.‏ أخرجه عبد اللّه بن عبد الوهاب ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة حدثني عبد الملك بن أبي محذورة أن أباه به‏.‏

- حديث آخر أخرجه ابن ماجه عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد حدثني أبي عن أبيه عن جده أن أذان بلال كان مثنى مثنى، وإقامته مفردة، انتهى‏.‏ قال في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ ذكر ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي حيثمة عن ابن معين أنه قال في عبد الرحمن هذا‏:‏ ضعيف‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ - الحديث الرابع‏:‏ روي أن الملك النازل من السماء‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

- حديث آخر، أخرجه ابن ماجه عن معّمر ‏"‏بتشديد الميم‏"‏ بن محمد بن عبيد اللّه بن أبي رافع حدثني أبي محمد عن أبي عبيد اللّه، قال‏:‏ رأيت بلالًا يؤذن بين يدي رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مثنى مثنى، ويقيم واحدة، انتهى‏.‏ قال في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ ومعّمر هذا متكلم فيه، انتهى‏.‏

- حديث آخر، أخرجه الدارقطني عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع، قال‏:‏ كان الأذان على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مثنى مثنى، والإقامة فرادى، انتهى‏.‏

- حديث آخر، أخرجه البيهقي عن محمد بن إسحاق عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه، قال‏:‏ كان الأذان على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مثنى مثنى، والإقامة مرة واحدة ‏[‏قلت‏:‏ يعارضه ما رواه الطبراني في ‏"‏الكبير والأوسط‏"‏ عن أبي جحيفة، قال‏:‏ أذن بلال للنبي صلى اللّه عليه وسلم مثنى مثنى، وأقام مثل ذلك، قال الهيثمي في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 330 - ج 1‏:‏ رجاله ثقات‏.‏‏]‏، انتهى‏.‏ قال الحازمي في ‏"‏كتابه الناسخ والمنسوخ ‏[‏في ‏"‏باب تثنية الإقامة‏"‏ ص 46، في كلام طويل، اختصر المخرج، وقدم وأخر‏.‏‏]‏‏"‏‏:‏ اختلف أهل العلم في هذا الباب، فذهبت طائفة إلى أن الإقامة مثل الأذان مثنى مثنى، وهو قول أبي حنيفة‏.‏ وأهل الكوفة، واحتجوا بما أخبرنا، وأسند عن أحمد بن شعيب ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا حجاج عن ابن جريج عن عثمان بن السائب، قال‏:‏ أخبرني أبي‏.‏ وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة، قال‏:‏ لما خرج رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من حنين خرجت عاشر عشرة من أهل مكة أطلبهم فسمعناهم يؤذنون بالصلاة، فقمنا نؤذن نستهزئ بهم، فقال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏قد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت‏"‏ فأرسل إلينا فجئنا، فأذَّنا رجلًا رجلًا، وكنت آخرهم، فقال حين أذنت‏:‏ ‏"‏تعال فأجلسني ببين يديه ومسح على ناصيتي وبرك علي ثلاث مرات، ثم قال‏:‏ ‏"‏اذهب فأذن عند البيت الحرام، قلت‏:‏ كيف يا رسول اللّه‏؟‏ فعلمني‏:‏ اللّه أكبر‏.‏ اللّه أكبر‏.‏ اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه‏.‏ أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن محمدًا رسول اللّه، أشهد أن محمدًا رسول اللّه، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، اللّه أكبر‏.‏ اللّه أكبر‏.‏ لا إله إلا اللّه‏"‏، قال‏:‏ وعلمني الإقامة مرتين مرتين‏:‏ اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه‏.‏ أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن محمدًا رسول اللّه، أشهد أن محمدًا رسول اللّه، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح‏.‏ حيّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، اللّه أكبر‏.‏ اللّه أكبر‏.‏ لا إله إلا اللّه، قال ابن جريج‏:‏ أخبرني عثمان بن السائب بهذا الخبر كله عن أبيه، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة، قال‏:‏ وهذا حديث حسن، على شرط أبي داود‏.‏ والترمذي‏.‏ والنسائي، وجعلوا هذا الحديث ناسخًا لحديث أنس ‏"‏أمر بلال أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة‏"‏، قالوا‏:‏ وحديث بلال إنما كان أول ما شرع الأذان، كما دل عليه حديث أنس المذكور، وحديث أبي محذورة كان عام حنين، وبينهما مدة مديدة، وخالفهم في ذلك أكثر أهل العلم، وإليه ذهب مالك‏.‏ والشافعي‏.‏ وأحمد، محتجين بحديث أنس، قالوا‏:‏ وحديث أبي محذورة لا يصلح أن يكون ناسخًا لهذا، لأن من شرط الناسخ أن يكون أصح سندًا، وأقوى من جميع جهات الترجيح على ما تقدم، وحديث أبي محذورة لا يوازي حديث أنس من جهة واحدة، فضلًا عن الجهات كلها، مع أن جماعة من الحفاظ ذهبوا إلى أن هذه اللفظة في تثنية الإقامة غير محفوظة، ثم روى من طريق البخاري

‏[‏وهذا الحديث لم يخرجه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏‏.‏‏]‏ حدثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب أخبرني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أخبرني جدي عبد الملك بن أبي محذورة أنه سمع أبا محذورة يقول‏:‏ إن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أمره أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة، وقال عبد اللّه بن الزبير الحميدي عن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، قال أدركت جدي، وأبي، وأهلي يقيمون، فيقولون‏:‏ اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه‏.‏ أشهد أن محمدًا رسول اللّه، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، اللّه أكبر‏.‏ اللّه أكبر‏.‏ لا إله إلا اللّه‏.‏ وحكى الشافعي نحو ذلك عن ولد أبي محذورة، وفي بقاء أبي محذورة وولده على إفراد الإقامة،، دلالة ظاهرة على وَهم وقع في حديث أبي محذورة من تثنية الإقامة، وقال بعض الأئمة‏:‏ الحديث إنما ورد في تثنية كلمة التكبير، وكلمة الإقامة فقط، فحملها بعض الرواة على جميع كلماتها، وفي رواية حجاج بن محمد‏.‏ وعبد الرزاق عن ابن جريج عن عثمان بن السائب عن أبيه، وعن أمِّ عبد الملك بن أبي محذورة كليهما عن أبي محذورة ما يدل على ذلك، ثم لو سلمنا أن هذه الزيادة محفوظة، وأن الحديث ثابت لقلنا بأنه منسوخ، فإن أذان بلال هو آخر الأذانين، لأن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لما عاد من حنين ورَجَع إلى المدينة أقرّ بلالًا على أذانِه وإقامته، ثم أخرج من طريق أبي بكر الخلال أخبرني محمد بن علي أنبأ الأثرم، قال‏:‏ قيل لأبي عبد اللّه ‏"‏يعني أحمد بن حنبل‏"‏‏:‏ أليس حديث أبي محذورة بعد حديث عبد اللّه بن زيد، لأن حديث أبي محذورة بعد فتح مكة‏؟‏ فقال‏:‏ أليس قد رجع النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، إلى المدينة فأقرّ بلالًا على أذان عبد اللّه بن زيد‏؟‏ وبالإِسناد، قال الخلال‏:‏ أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، قال‏:‏ ناظرت أبا عبد اللّه في أذان أبي محذورة، فقال‏:‏ نعم، قد كان أبو محذورة يؤذن، ويثبت تثنية أذان أبي محذورة، ولكن أذان بلال هو آخر الأذان، انتهى كلام الحازمي‏.‏ واعترض الشيخ تقي الدين في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ قوله‏:‏ من شرط الناسخ أن يكون أصح سندًا وأقوى من جميع جهات الترجيح، فقال‏:‏ لا نسلم إن من شرط الناسخ مَا ذكر، بل يكفي فيه أن يكون صحيحًا متأخرًا معارضًا غير ممكن الجمع بينه وبين معارضه، فلو فرضناهما مُتَساويين في الصحة، ووجد مَا ذكرناه من الشروط لثبت النسخ، وأما أنه يشترط أن يكون أرجح من المعارض في الصحة،، فلا نسلم، نعم لو كان دونَه في الصحة، ففيه نظر، واللّه أعلم، انتهى‏.‏